di maria مشرفين
عدد المساهمات : 104 نقاط : 24776 تاريخ التسجيل : 23/12/2010 العمر : 25
| موضوع: الظل الوارف السبت ديسمبر 25, 2010 2:51 am | |
| <BLOCKQUOTE class="postcontent restore ">• السلام عليكم .. • هكذا فقط .. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، غير أني لم أعد أطيق تقطيب هذا الجبين أبدًا ! • ماذا تريديني أن أفعل ؟ هل تريدني أفتعل الأنس ، وأتمثل الفرح ، وأنا أتعس الناس نفسًا ، وأضيقهم صدرا ؟ • لا لا لم أتصور أن صدرك مملوء بالهم إلى هذه الدرجة . • هذه هي المشكلة . • أي مشكلة تقصد ؟ • أقصد أنه حتى أنت يا أعز الأصدقاء لا تملك أن ترجع السكينة إلى فؤادي ، والطمأنينة إلى نفسي . • ما الأمر يا صاحبي ؟ • لقد طال خريفي ، وأحرقني لهيب الصيف ، ومللت انتظار إطلالة الربيع على أرضي المقفرة . • الذي يسمعك يقول بأنك تعيش على كوكب آخر غير هذه الأرض ! • لقد اختصرت عليّ الطريق ، وأحسنت الوصف . • هذا تشاؤم ، وإلا فمن ذا لا يصاب بالغموم ؟ • غير أن الغموم عندي طاب لها المقام ، فألقت عن ظهرها عصا التسيار . • إنني أشعر أنك تبالغ في كلامك كثيرًا . • ولذا فإني سألوذ بالصمت ، وأكتم الوحشة ، وأدعوك إلى الصبر على تقطيب هذا الجبين العابس . • لا أقصد هذا ، وإنما .. • أرجو أن تعذرني في إنهاء الموضوع بهذه الطريقة التي أراها غاية في السذاجة ، ولكني أجد نفسي مشدود الأعصاب ، ضيق النفس . • حتى متى يا صاحبي ؟ • حتى أجد الدليل إلى السعادة التي مازالت شمسًا في سمائي ، أرهقني انتظار إشراقها . • ماذا تعني بالسعادة التي تنشدها ؟ • أريد أن تأمن نفسي ، وتخمد ثورة الهموم في قلبي ، أليس لي حق أن أبتسم كما يبتسم الناس ، وأهنأ كما يهنئون ، وأنام كما ينامون ، وتورق الخضرة في أرضي بعد الجدب ، ويزهر روضي بعد القفر ، حتى متى تفرّخ الهموم في صدري ، ولا أجد لي من يخفف من لهيبها ، وإلى أي عمر أحتسي الوحشة مرًا شرابها ، ومنغصًا عيشها ، لقد سئمتها الساعات تمر على قلبي كأمثال الجبال الراسيات . • لقد أذبت حشاشة فؤادي ألمًا وحسرة على حالك المرير ، الآن لا أستطيع أن ألقي بالملامة عليك ، وكيف ألومك ونحن نعيش في عالم يعج بالمنكرات ، ويتفنن في عرض الفتن ، ويقدس المادة ، وتعبث أهواؤه بالعقول ، حتى غدا الحليم فيه حيران . • ثم ماذا يا رفيق الدرب !! أتراني أجد في جعبتك مفتاحًا للسعادة ؟ • السعادة كنز عظيم ، مودع في صندوق ثمين ، غير أنه محكم غاية الإحكام ، ومفتاحه الذي تسأل عنه له أسنان كغيره من المفاتيح ، غير أنها دقيقة ، تحتاج إلى مراعاة وتيقظ . • أنت بذلك تزيد الأمر تعقيدًا . • الأمر كذلك يا أخي لو لم يكن لنا هادٍ ومرشد . • ماذا تعني ؟ • أما ترى ما يصنع الاضطراب النفسي ، والفراغ الروحي بشباب الغرب والشرق ، مع أنهم عن شهواتهم لا يمنعون ، وعن رغباتهم لا يصدون ، فأنت ترى الآلاف منهم تقودهم همومهم إلى المخدرات ، ومنها إلى الهلوسة والهذيان ، ومن ذلك كله إلى الانتحار والعياذ بالله . • نعوذ بالله من الهمّ ، ومن خاتمة لا ترضي الله تعالى . • إذن لعلك أدركت أن السبب الأقوى في نجاة المسلمين في غالبهم من عواقب القلق والوحشة : هو أن لهم طريقًا اختطه الله لهم ، ووعد من سار عليه منهم بطيب الحياة في الدنيا والآخرة . • أرى أنوار الفرج تشع على شفتيك . • بل إنها شعت ببزوغ شمس هذه الشريعة المباركة على الخلق أجمعين ، أما قرأت قوله تعالى : { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } الآية : (97) ، من سورة : النحل .. • يا له من وعد أكيد من قادر على الوفاء . • إن كثيرًا من الناس اليوم وخصوصًا الشباب الذين هم هدف الفتنة ومرتعها الخصب ، تراهم يبحثون عن مخرج من ضوائقهم النفسية ، ولا أراهم يصلون له إلا أن يفلحوا في العثور على المخرج الرباني الذي أرشدنا الله إليه في قوله : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } من الآيتان : (2) ، و (3) ، من سورة الطلاق .. </BLOCKQUOTE>
| |
|